الأمازيغ المتطرفون والسطو على ثقافة الغير

لو حدثت ثورة في المغرب أو انقلاب سياسي فالخوف كل الخوف ليس من البوليزاريو لكن نار المتطرفين الخامدة. فهؤلاء المتطرفون #الأمازيغ لا يعدمون حيلة للوصول إلى ما يريدون إن كان يعرفون ما يريدون.. دواب جامحة، تمضي راكظة، عددها هائل، فقدت عِقالها وتريد الآن إسقاط كل ما هو عربي وإسلامي في المغرب، ومثلهم في الجزائر...

أذكر سنة 2011 ظهر لنا في الجزائر مسجد على "الطراز" الأمازيغي، مبنى فاشل كاريكاتيري في محاولة للقطع مع ما يعرف بالمعمار العربي الإسلامي.. لكن لم يتجرؤوا على إعادة الكرة مرة أخرى..

مؤخرا وجدوا ما هو أقرب وأسهل، وهو السطو ونسبة فنون البناء والمعمار الإسلامي إليهم كأمازيغ وأنها كانت موجودة قبل الفتوح الإسلامية.. فكل الذي ترونه في مسجد قرطبة الكبير وقصر الحمراء وجامع القرويين والكتبية، هو في الواقع فن أمازيغي، موري على قولهم، وليس عربي إسلامي.. نسألهم أين الآثار ما قبل الإسلام التي تشبه تلك الصروح؟ ولا أي إجابة؟

والغريب أن هذه الفنون الإسلامية تجدها دائما تستخدم الآيات والأشعار العربية كزينة (ولم نر أي تيفيناغ للغرابة)، في حين أن القوم يكرهون كل ما هو عربي كره العمى.. كما نجد على تلك المساجد والقصور نفس الأشكال الهندسية والأربيسكات التي نراها في المغرب على أشكال فسيفساء زليج، نجدها ذاتها في مصر والشام وتركيا العثمانية وإيران وبلاد ما وراء النهر (آسيا الوسطى).

الإسلام حرم تصوير ذوات الأرواح فعمل المسلمون على الاجتهاد في الأشكال الهندسية المبهمة، فكانت المكافئة كالذي ترك شيئا لله فعوضه الله خيرا منه، فوُلدت لنا تلك الأربيسكات المبدعة التي تسلب عقول كل من يراها، وانتشرت على ربوع العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.

فالتشابه في الفن والمعمار الإسلامي من المغرب إلى المشرق إلى الهند وآسيا الوسطى لا تخطئه عين، ولا ينكره خبير بالميدان. لكن العاطفة والجهل أسوء قائدين، يقودان بصاحبهما إلى السفه وسخرية الناس ثم الفساد والإفساد.

ليس عيبا أن كان البربر في زمن منا في حالة من البدائية مقارنة مع أقرانهم في نفس الحقبة، فكذاك كان الفرنسيون والجرمان حتى دخلت عليهم النصرانية. لكن العيب في الذي يشن الحرب على تاريخه أو ينتقي منه ما يروقه فقط، ثم يدعي مثل طفل صغير في نوبة غضب وتكسير لعب، أن الأمازيغ كانوا دائما في قمة القمم، أو أنهم أبناء قارة أطلنطيس الأسطورية كما قال لي أحدهم !!

فإذا اخترت التنصل من دينك ولغة دينك وأعلنت الحرب عليهما، فليس لك أن تتبنى لنفسك المعمار الإسلامي والمرابطي والموحدي والمريني. فهذه الدول كانت كلها أمازيغية إسلامية، وأنت لا تعترف بأي شيء يحمل صفة إسلامي.. بالتالي لن يتبقى لك سوى تاريخ العبودية والتبعية لروما أو دولة وثنية مارقة إسمها برغواطة.

في المرفقات أربيسكات كثيرة، من تركيا ومن أوزبكستان وإيران ومن الهند ومن سورية.. فهل هؤلاء كلهم تعلموا على يد الأمازيغ ؟

المراجع :
https://en.wikipedia.org/wiki/Islamic_geometric_patterns
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/f/ff/Ancient_City_of_Aleppo-107656.jpg

تعليقات